التحديات التي تواجه الكويت تحديات مركبة ومعقدة وفريدة من نوعها، وقد تكون أكثر خطورة حتى من الغزو الغاشم عام 90، فذلك العدوان كانت معطياته معروفة بشكل مسبق، فقد وقف العالم معنا منذ اللحظة الاولى ولم يقف إلا قلة من المضللين مع صدام، وكان فارق القوى كفيل بمعرفة النتائج النهائية، أي النجاح في تحرير الكويت قبل أن تطلق رصاصة واحدة، ويبدأ جنود المعتدي بالجري.
هذه المرة الاشكالات أكبر وأكثر تعقيداً، فالوضع الاقتصادي المرتبط بعيش المواطن والمقيم في إشكال لا يعرف أجله مع انخفاض أسعار النفط وتعاظم العجوزات وهناك الإشكال الصحي المدمر، وأحاديث عن الحاجة لعدة سنوات قبل عودة الأمور لسابق عهدها، وهناك إشكالية مواجهة غول الفساد الممتدة أذرعه الى مختلف مناحي الحياة بالبلد، وتحوله الى ثقافة مقبولة مجتمعياً يمارسها الكثيرون دون شعور بالذنب.
وهناك اشكالات التعليم والتنمية وفرص العمل، وايجاد موارد بديلة للنفط والبيئة والتركيبة السكانية، وغيرها من اشكالات نتكلم عنها منذ سنوات دون ايجاد حلول ناجعة لها.
ومع ذلك كله فإن معطيات التفاؤل مع قدوم العهد الجديد أكثر من معطيات التشاؤم، فالقيادة بيد ربان ماهر، حازم وحاسم، وقادر على انهاء الصراعات التي عصفت بالمركب فأضاعت بوصلته وأضرت بركابه، وجعلته يتخلف عن ركب الاشقاء.