ظل المجرم صدام يتباكى، ويطالب إيران بقبول قرار وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى إبان الحرب العراقية - الإيرانية 80-88، حتى قبلت إيران في صيف 88 ذلك الأمر، واعتقد الجميع أن صدام سيوقف الحرب فور قبول إيران.
***
إلا أن صدام دفع بقواته لغزو المدن الإيرانية الحدودية مرة أخرى، وخطف مواطنيها المدنيين بعد إقرار وقف إطلاق النار بين البلدين، وكان السبب الحقيقي هو رغبته الإجرامية بأن تتراجع إيران عن قرار قبول وقف الحرب، وتستمر الحرب من جديد لأجل غير معلوم، كي تستنزف ما تبقى من ثروات البلدين، وثروات دول المنطقة، إلا أن ثبات إيران على موقفها أفشل مخططه وبدأ على الفور التفكير في غزو الكويت، بدليل أنه أرسل آنذاك إلى الجارين إيران والسعودية طلب توقيع معاهدة عدم اعتداء واستثنى الكويت منها.
***
خلال أقل من سنتين من توقف حربه على إيران، بدأ صدام غزوه للكويت في مشروع استنزاف آخر لثروات دول المنطقة، وما إن هزم في فبراير 91، حتى عاود عملية الخطف العشوائي للكويتيين من المساجد والشوارع دون مبرر، عدا الرغبة بإبقاء الأحقاد قائمة بين الشعبين الشقيقين في العراق والكويت، ثم قام بقتل الأسرى بدم بارد، ودون محاولة حصد أي مكاسب سياسية لقاء إطلاق سراحهم، ومازلنا نتذكر أقوال الطاغية ومسؤوليه وأيتامه من الإنكار الشديد لوجود هؤلاء الأسرى، كما نتذكر الجهد الصادق الذي قامت به القيادة الكويتية، ولجنة شؤون الأسرى لإرجاعهم لوطنهم بأي ثمن، والتي باءت بالفشل لوحشية صدام وتعطشه للدم.
***
آخر محطة: حاول صدام إبان حكمه بث خطاب الكراهية بين مكونات الشعب العراقي بالشمال والوسط والجنوب وفشل مسعاه.