يبدأ مجلس الأمة اعماله في دور انعقاده الثاني والناس يحدوها الامل ان ترى انجازات حقيقة تمس مصالح الوطن والمواطنين، والا يشغل الجدل العقيم جل وقت المجلس.
واذا كانت مجموعة من الاعضاء قد نشطت لتضع خارطة طريق جديدة لعمل المجلس تلتقي ورغبات ومصالح المواطنين فان معظم الاعضاء لاشك قد استفادوا من اجازة المجلس لالتقاط انفاسهم، واعمال تفكيرهم وشحذ هممهم لكي يقدموا مقترحات بناءة حقا تتحول الى منجزات واقعية، فقد ملّ الناس من المقترحات الاعلامية التي لا يحرص صاحبها على شيء غير اطلاقها، ثم يبحث عن غيرها، ثم غيرها وهكذا.
ان مجلس الامة في حاجة الى جلسات مصارحة بين اعضائه لكي يحسن من صورته التي اهتزت عن الناس، فصحيح ان هناك من تصعب عليه السيطرة على نفسه او على انفعالاته، الا ان الغالبية لا تنقصها الحكمة ولا تعوزها الكياسة، فقط عليهم ان يكونوا اكثر سيطرة لدفع المجلس لتحقيق المزيد من المنجزات التي تدفع بالوطن الى موقعه الذي يستحقه بعد سنوات عجاف من التراجع وقلة الانجاز.
ولعل ما يمنح الامل فرصته تلك الكلمات التي تفضل بها صاحب السمو في اكثر من مناسبة والتي تشكل بذاتها خارطة طريق جديدة نحو كويت حديثة تقودها الحكمة ويزينها الانجاز.
يبقى ان يحقق اعضاء مجلس الامة وعودهم -غير الفضفاضة- للناخبين، ثم يبقى ان ينشط عقلاء المجلس في احتواء الازمات، خصوصا الجادة منها سعيا لتحقيق انجازات تحسب لهذا المجلس، املا في ان تعيش الكويت حالة من الهدوء النسبي بعد التوتر الذي اتعب الناس، ثم لكي نرى التنمية الحقيقية التي يحتاجها الوطن.
ولاعضاء مجلس الامة نقول: تذكروا ان اعين الناس عليكم، وكلكم مسؤولون.