loader

آراء

تصغير الخطتكبير الخط العودة أرسل  ارسل إحفظ  إحفظ إطبع  إطبع PdfPdf

إشراقات

في معرض الرياض كانت لنا أيام


ها هي الدنيا عادت بعد سنتين من إغلاق المعارض والمطارات ومنع التجمعات، فيمَّمتُ وجهي شطر معرض الرياض لحوائج عدة، فلكلٍّ وجهةٌ هو موليها.
فأولاها: بدعوة لحفل توقيع كتابي «وحيداً في مكان مزدحم» - والرياض مزدحمة أشد الزحام - الصادر من دار سعودية «مركز الادب العربي» والثانية: للاتقاء بكوكبة عن الزملاء وثلة مثقفين، هم ملء السمع والبصر، حالت «كورونا» عنا وعنهم اللقيا والميعاد، وكانت ضرباً لازباً رؤيتهم في هذا العرس الثقافي الذي جاءه الناس لفيفاً من كل حدب وصوب.
ولا اظن اني قد جاوزت الصواب ان الناس كانوا متعطشين لهذا المعرض الأول بعد سنوات الغياب، واذكر اني تمثلت ببيت قيس بن الملوح حينما رأيتُ الصديقين د. سامي العجلان ود. عبدالله السفياني:
قد يجمعُ اللهُ الشتيتين بعدما يظنّان كل الظن ألا تلاقيا
وثالثة الأثافي: هي ان الرياض كعبة العلم وعاصمة الثقافة بلا منازع، نظرا لما يقوله أصحاب دور النشر من كثرة الكاثر من البشر المقبلين عليه، والملتفين حوله، فليس معرض الرياض صنو معرض الكويت، لا في كثرة دور النشر المشاركين فيه، ولا في سياسة المنع الحاصلة عندنا في الكويت «ومن قصد البحر استقل السواقي»، كما قال المتنبي.
وقد بدا لي أن اضرب في بيان وبرهان في ذلك، اني خرجت بحمل بعير، وحفلتُ بالنفيس، من كتب ما كنت احلم ان اجدها في معارض الكويت للكتاب، إضافة الى التنظيم الرائع والاستقبال الفاخر والكرم الحاتمي الذي شاهدت من المجتمع السعودي المضياف.
وما واكب المعرض من لقاءات وحوارات ومحاورات -على لغة أفلاطون- جميلة وماتعة مع اعضاء الجمعية الفلسفية السعودية وعلى رأسهم الزميل الصديق د. عبدالله المطيري والثلة التي معه، التي كنا نسترق فيها السمع ونطرب بالمثاقفات بينهم، وهم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم.
ولا بد من التعريج على ضيف معرض الرياض للكتاب هذا العام «العراق الشقيق» وما اكرمنا به من حفاوة واستقبال من الأخ جنيد عامر و«المايسترو» علي خصاف والوفد المرافق له، الامر الذي حدا بأحد الاخوة السعوديين ان يغمرنا بالسعادة والاندهاش حينما رآنا نتحاور ونتسامر في «لوبي» فندق بريرا في الرياض، ان يرى رأي العين كيف يجمع الكتاب والثقافة ما فرقت به السياسة!!
ولا أنسى «سميّ» باسل أبو علاء مدير نشر مركز الادب العربي والاديب الكاتب احمد آل حمدان اللذين هما صاحبا رواية «الجساسة» واللذين التقينا بهما في مركز الادب العربي وتلك الدار المميزة «والانسان اسير الاحسان».
وخرجت وألا أود الخروج والنفسُ بعد مشوقة في المكوث، وقد تمثلت في آخر ليلة بقول الصمة القشيري:
أقولُ لصاحبي والعيسُ تهوي بنا
بين المُنيفةِ والضِمارِ
تمتّع من شَميم عَرارِ نجدٍ
فما بعد العشيّةِ من عرارِ
شكراً للرياض، وشكراً لكل الاخوة الذين عرفتهم وأكرموني غاية الكرم.


إضافة تعليق جديد

التعليق الوارد من المشارك أو القارئ هو تعبير عن رأيه الخاص ولا يعبّر عن رأي جريدة النهار الكويتية

عرض التعليقات