كثيرا ما تنشأ الخلافات في الحياة الاجتماعية بين افراد المجتمع الواحد لاسباب عديدة مختلفة، وتعتبر هذه الخلافات الاجتماعية أمراً طبيعياً في الحياة البشرية حسب علماء النفس والاجتماع، سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع.. الخ. فلا تخلو أي أسرة أو أي مجتمع بشري من الخلافات بين أفراده، فقد يعاني الكثير من الأشخاص من الخلافات الاجتماعية المتنوعة ولا يستطيعون حل هذه الخلافات فينبغي علينا أولاً عند وقوع أي نزاع أو خلاف لابد أولا وقبل أي شيء محاولة فهم هذا الخلاف وتحديد الأسباب التي أدت الى وقوعه حتى نتمكن من الوصول الى حل هذا الخلاف أو هذه المشكلة دون خسائر على صعيد الأسرة أو المجتمع.
فلو قمنا بتحديد سبب الخلاف والوقوف على حقيقة مجريات الأمور واختيار التوقيت المناسب، كما يجب على كلا الطرفين المعنيين في الخلاف الاجتماعي أن يتجنبا القاء اللوم بعضهما على بعض، لأنه لو قام كل من الطرفين بإلقاء اللوم على الآخر هنا لن يتم الوصول لحل منطقي يرضي جميع الأطراف، وبالتالي يعود بالنفع العام على الفرد والمجتمع، بل ومن الممكن أن يتحول هذا الخلاف الى مشكلة كبرى بين طرفي الخلاف عندما يريد كل من الطرفين فرض رأيه واثبات ذاته على الطرف الآخر، فهنا تكمن المشكلة، والتي رأيناها كثيرا قد أدت الى هدم أسر ومجتمعات لطالما وصل الخلاف الى حد اثبات الذات فقط دونما مراعاة مصلحة الفرد والمجتمع على حد سواء.
فيجب على جميع الأطراف المبادرة الى حل تلك الخلافات والوصول الى الاستقرار سواء على الصعيد الأسري أو السياسي لما له من أهمية كبيرة لمواجهة تحديات العصر والنهوض بالأسرة والوطن وصدق المولى تبارك وتعالى حيث يقول في كتابه العزيز: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين» فالنزاع أو الخلاف يؤدي الى التفكك والضعف وما انهارت الأمم الا حينما دب فيها الخلاف.