أكدت مؤسسة الفكر العربي أن تقريرها السنوي الثاني عشر بعنوان «الفكر العربي في عقدين 2000 - 2020 التحولات التحديات الآفاق»، الذي اطلق من العاصمة المصرية القاهرة، جاء إيمانا بأهمية الفكر وبدوره الأساسي في عمليات التنوير والتنمية والتطوير. ويشمل عرض 3 عناصر محورية تمثل 3 اسئلة اولها ما هى التحولات التي طرأت على الفكر العربي في العقدين المنصرمين؟ وثانيها ما هى التحديات التي يواجهها هذا الفكر اليوم؟ وما هى الآفاق التي يؤمل أن يرودها في المستقبل؟.
ويشمل التقرير 5 محاور رئيسة تدور أبحاثها جميعا حول واقع الفكر العربي وتحولاته في السنوات العشرين الماضية ساعية إلى استجلاء افاقه المستقبلية وهي تعنى تباعا بالمجال السياسي فالفلسفي فالاجتماعي والتربوي فالرقمي فالاقتصادي.
وأكد التقرير ضمن أبحاثه على ضرورة اضطلاع الفكر العربي بمسؤولياته وتعزيز ثقافة الهوية العربية الجامعة، وأهمية محافظة الدول العربية على استقلالها ووحدة اراضيها، كما أكد التقرير في محاوره على أن هناك إجماعاً على تخلف عربي بين ومقلق عن الانخراط الجاد والفاعل في الثورة الرقمية، كما دعا التقرير إلى ضرورة استثمار موارد المنطقة العربية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي تعزز النهضة الاقتصادية العربية. كما يلقي التقرير النظر على أهمية دراسة التداعيات الحالية والمخاطر المرتقبة على بلدان الخليج العربي بوصفها منتجة للنفط من تدهور أسعار النفط العالمية وضعف سيطرة الدول العربية على مواردها الطبيعية وثرواتها القومية.
ويتحدث المحور الأول حول الفكر السياسي العربي في عقدين، ويستعرض مواقفه من الأحداث الخطيرة التي شهدها العالم العربي في السنوات العشرين الماضية ويحلل إشكالياته بالإضافة إلى مناقشة التحديات الكبرى التي يواجهها ويصوغ تصورات ورؤي من شأنها الإسهام في معالجة عددا من أبرز القضايا التي استأثرت باهتمامه، وتضمن هذا المحور بحثا يتناول من جهة إشكالية التعدد في العالم العربي وتحديات إدارته نظرا إلى ما يمتاز به عدد من مجتمعاته من تنوع مكونات نسيجها الداخلي، وشدد البحث على ضرورة اضطلاع الفكر بمسؤولياته التوعوية.
ويدور المحور الثاني حول الفكر الفلسفي في العالم العربي، والتحولات التي عرفها في العقدين المنصرمين والامال المعقودة على حاملي لوائه من جيل الشباب، ويتضمن المحور عرضا للأسئلة الفلسفية العربية التي طرحت في العقدين الأخيرين وهى مزيج من الأسئلة الفلسفية العالمية التي أثيرت في الفترة الزمنية نفسها في ضوء التغيرات الهائلة التي استجدت، ويستكمل هذا المحور التبصر في مستقبل الفلسفة في العالم العربي من خلال الدعوة إلى تعميم تدريس الفلسفة بوصفها أداة لتعزيز الفكر النقدي والتمرس بمناهجه.
ويدور المحور الثالث على مناقشة الفكر الاجتماعي يمثل بامتياز أحد أبرز الفضاءات التي يتعين على الفكر العربي ويمكنه أن يحقق فيها استقلاليته واسهاماته الخاصة، كما يشمل المحور الثالث دراسة مواقف الفكر الاجتماعي العربي بشأن كل واحدة منها، كما يشمل التقرير ايلاء الفكر النسوي الذي تنامت أطروحاته في العقدين الأخيرين بشكل خاص ما يستحقه من اهتمام تقديرا لمكانة المرأة واهميتها في المجتمع العربي، كما يناقش المحور الثالث الفكر التربوي فتنبع أهميته الاستثنائية للعالم العربي من المسؤوليات الجسيمة الملقاة على عاتق التعليم في جميع مراحله المختلفة.
ويدور المحور الرابع حول الفكر العربي وطريقة تعامله مع الثورة الرقمية، حيث تحتل الرقمنة اليوم سلم الأولويات العالمية باعتبارها واحدة من الأبعاد الأساسية للعولمة، والثورة الرقمية حدث تاريخي استثنائي بكل المقاييس، هناك ثمة إجماع أيضا على تخلف عربي بين ومقلق عن الانخراط الجاد والفاعل في المسارات الكونية المتعلقة بالثورة الرقمية، وشمل هذا المحور 5 أبحاث مختلفة تشمل الفئة الأولى منها معالجة موضوع الثقافة الرقمية العربية خلال العقدين المنصرمين على صعيد نظري وفي اطارها العام، والفئة الثانية لأبحاث هذا المحور شملت مناقشة 3 مجالات اللغة والادب والحروب وبحث ما يعرف بحروب الجيل الخامس. ويدور المحور الخامس حول الفكر الاقتصادي العربي وتناول ابحاثه المشكلات الاقتصادية المزمنة التي يتخبط فيها العالم العربي وفي مقدمتها مشكلات الفقر والبطالة، كما يلقي النظر على التداعيات الحالية والمخاطر المرتقبة على بلدان الخليج العربي بوصفها منتجة للنفط من تدهور أسعار النفط العالمية وضعف سيطرة الدول العربية على مواردها الطبيعية وثرواتها القومية.