القاسم المشترك في تدمير الأوطان العربية عبر الحروب الأهلية المشتعلة من الماء إلى الماء، ليس الفكر الماركسي أو الليبرالي أو اليساري، بل الفكر السياسي الحزبي الديني المؤدلج الذي يقوم نهجه على تغرير قيادييه بأبناء الآخرين «وليس أبناءهم» ودفعهم إلى التشدد والتطرف وكراهية الحياة وعشق الموت؛ طمعاً في الوصول السريع لملاقاة الحور العين للضحايا من الشباب المغرَر بهم، والمال والسلطة للقياديين الحزبيين المغرِرين ذوي الأنياب الزرقاء والمشاريع المدمِّرة ذات السم الناقع.
***
لذا فمنع تدمير الأوطان وإطفاء نيران الفتن والحروب يمران عبر نهج التنوير والتحديث والتطوير وتسويق مبادئ حب الحياة والسلام والتعمير - لا التدمير - في الأرض، وهو ما يقوم به وبكفاءة شديدة المطرب السعودي المبدع عبدالمجيد عبدالله الذي لو أقيمت له حفلة في مكان يتسع لمئة ألف لامتلأ في دقائق، حضور حفلات عبدالمجيد عبدالله هم من جميع الأعراق والأجناس والأديان والطوائف، يضمهم جميعاً حب الحياة والفرحة والسرور، ولا يمكن لمن يخرج منهم من الحفل أن يلبس حزاماً ناسفاً لتفجير نفسه أو يحمل سلاحاً ليقتل به الآخرين... وصفة عبدالمجيد عبدالله وأمثاله يجب أن تعممها الحكومات العربية على شعوبها عبر دعم وتشجيع المزيد من الحفلات له ولأمثاله من المبدعين، بعد أن شجعت لأزمان طويلة إنشاء مخيمات التشدد والتطرف وكراهية الحياة، فحصدت الإرهاب والموت وتدمير الأوطان عبر الحروب الأهلية القائمة على التكفير والكراهية.
***
آخر محطة:
لو تجمع كبار المفكرين والمثقفين والتنويريين والليبراليين العرب من المحيط إلى الخليج ودعوا الشباب العربي إلى حضور ندواتهم لتسويق أفكارهم الحداثية الخيِّرة النيِّرة في حب الحياة والتقدم ومنافسة أمم الأرض التي باتت تسبق أمتنا بقرون، لما استطاعوا مجتمعين أن يستقطبوا ويغيروا ويفعلوا ما يفعله المبدع عبدالمجيد عبدالله في حفلة واحدة من حفلاته، والذي هو بحق زعيم الحداثة الأول ورسول المحبة والسلام وحقن الدماء وإعمار الأوطان.