درنة- الوكالات: اعلن وزير الطيران المدني في الحكومة المكلفة من البرلمان في ليبيا هشام أبو شكيوات امس أن السلطات طلبت من الصحافيين مغادرة مدينة درنة المنكوبة جراء ما تعرضت له من سيول وفيضانات. وأشار أبو شكيوات في تصريح نقلته وكالة «رويترز» إلى أن العدد الكبير للصحافيين يربك ويعرقل عمل فرق الإغاثة، مؤكدا عبر الهاتف أن «المسألة تنظيمية وهي محاولة لتهيئة الظروف لفرق الإنقاذ للقيام بالعمل بأكثر سلاسة وفعالية».
في غضون ذلك، أقال رئيس الحكومة الليبية المكلف من البرلمان أسامة حماد، المجلس البلدي لمدينة درنة بالكامل وأحاله للتحقيق، يأتي ذلك وسط حديث عن وقائع فساد كانت وراء الكارثة التي ضربت درنة، على خلفية أمطار غزيرة سببتها العاصفة «دانيال». واحتج المئات في درنة تعبيرا عن غضبهم من السلطات وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن مقتل الآلاف من سكان المدينة وذلك خلال المظاهرة التي جرت أمام مسجد الصحابة، بينما كان بعض المحتجين واقفا أعلى المسجد أمام قبته الذهبية التي تعدّ أحد معالم درنة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن وكالاتها العاملة في درنة بليبيا تعمل على «منع انتشار الأمراض وتجنب أزمة مدمرة ثانية في المنطقة». وأكدت منسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا جورجيت غانيون، وجود فِرق من 9 وكالات تابعة للأمم المتحدة على الأرض، لإيصال المساعدات إلى درنة. بدورها حذّرت لجنة الإنقاذ الدولية من حدوث أزمة صحية في المناطق التي ضربتها الفيضانات في شرق ليبيا، لاسيما مدينة درنة الأشد تضررا. وأشارت اللجنة إلى أن الفيضانات الأخيرة لوّثت بشكل بالغ مصادر المياه، وخلطتها بمياه الصرف الصحي، وجعلتها غير صالحة للاستهلاك. وأضافت لجنة الإنقاذ الدولية أن درنة سجلت بالفعل إصابة 55 طفلا على الأقل بأمراض نتيجة تلوث المياه. ونبهت إلى أن تلوث المياه قد يعرّض السكان الضعفاء ولا سيما النساء والأطفال إلى خطر متزايد، وفق بيان لجنة الإنقاذ.
في المقابل، قال وزير الصحة في الحكومة المكلفة من مجلس النواب عثمان عبد الجليل، إنه لا داعي للخوف من انتشار الأوبئة في درنة، وأكد في مؤتمر صحافي أن الأرقام المسجلة عادية ويُنظر في أسبابها. من جهته قال الهلال الأحمر الليبي، إن فرق الإنقاذ تواجه تحديات كبيرة في انتشال جثث الضحايا من البحر. وقد أعلنت حكومة الوحدة الوطنية تضرر نحو 70% من البنية التحتية في المناطق المنكوبة. وإزاء تفاقم الوضع الإنساني في درنة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن واشنطن ستقدم 11 مليون دولار لمنظمات الإغاثة لتلبية الاحتياجات في ليبيا.