حتى لا تكون حربا طويلة لابد لعملية عاصفة الحزم ان تحسم اهدافها مبكراً لأن اطالة امد المعركة ليس في صالح التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية فالحزم يحتاج الى حسم قبل ان تبدأ التدخلات الدولية ويقع التحالف بفخ الهدنة فتطيش الأهداف من هذه العملية.
في الأسبوع الأول من بدء عاصفة الحزم التزمت طهران الصمت الرسمي وهي تتابع بذهول ردة الفعل غير المتوقعة بالعمل العسكري التحالفي الذي تقوده الرياض، هذا التحالف الذي التف على ايران من فوقها من الجهتين الباكستانية والتركية وضعها في موقف محرج، لذلك لم يكن امامها من وسيلة سوى تحييد باكستان وتركيا عن المشاركة العسكرية في اليمن باستخدام الاغراءات الاقتصادية والسياسية ونجحت في ذلك الى حد كبير.. فخرجت طهران عن صمتها وبدأت ترفع وتيرة التحدي ضد السعودية.
عامل الوقت يستفيد منه الحوثيون في اليمن رغم ما يلحق بمواقعهم من خسائر كبيرة ولعبوا مع قوات التحالف التي تشن الضربات الجوية حرب الكر والفر والتمويه بالتنقل والتحرك بين المدن والتواري بين المناطق السكنية والتسبب في وقوع اصابات بين المدنيين بهدف استنهاض المنظمات الانسانية.
اطالة الحرب استنزاف مالي ضخم مع مرور كل ساعة وكل يوم فيما «الخصم الكبير» يتهيأ للخروج من حظيرة الحصار الدولي، وترميم اقتصاده والاستقواء الاقليمي شيئا فشيئاً بينما الحسم لعاصفة الحزم امر ضروري يجب عدم التراخي بتحقيقه، نعلم ان الأمر ربما يكلف ضحايا وتضحيات ولكنها الحرب وليست نزهة، النتائج محسوبة والخسائر متوقعة ولكن يبقى الهدف اسمى من كل ذلك لاسيما اذا علمنا ان هذه الحرب هي معركة وجود.