قوبل اللقاء الذي أجرته النهار في عددها الصادر أمس مع السفير العراقي لدى الكويت علاء الهاشمي بالكثير من ردات الفعل المتفاوتة.. والنهار حينما نشرت اللقاء فهي لم تتبنَ ما طالب به السفير بتغيير مصطلح الغزو العراقي إلى الغزو الصدامي.. بل نشرت ما صرح به.
والحقيقة والتاريخ يؤكدان أن الغزو عراقي وتم على يد الطاغية المقبور صدام حسين وزمرته وراح ضحيته المئات من الشهداء من أبناء الكويت البررة، وكذلك فإن الثابت في كل الوثائق الرسمية في الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية هي من أطلق مصطلح الغزو العراقي على ما قام به المقبور من هجوم بربري ووحشي على بلد وشعب آمنين.
والشعب الكويتي لم ولن ينسى ما حدث في تلك الشهور السبعة من غدر وخيانة وغزو غاشم ومآسٍ وآلام مازال يعاني من آثارها إلى اليوم.
ولا يعني فتح صفحة جديدة في أي مسألة أن ينسى الإنسان ما كُتب في الصفحات السابقة؛ لأنه إن فعل ذلك فإنه لن يَعْتبِر أو يتعظ أو يتعلم، كما أن التاريخ لا يُمحى ولا يُغيَّر إكراماً لشخص أو لدولة وإنما يظل مرجعاً وسجلاً مهماً في حياة الأمم والشعوب.
نعم.. الكويت تسامت فوق الجراح، لكنها لم تنسَ الغزو ولن تنساه.. نعم فتحت صفحة جديدة؛ لأن قيادتها تؤمن بأن السلام والاستقرار والأمن يجب أن تسود العالم.. نعم قدمت الكويت كل ما تستطيع لمساعدة العراق وشعبه لتضرب أروع الأمثلة على الوفاء والاحترام والتقدير والإنسانية، لأن أميرها قائد العمل الإنساني والمبادر بالخير والعطاء.. نعم هذه هي الكويت وهذه هي قيادتها وهذا هو شعبها.. ديدنهم الوفاء والعطاء دون مِنَّة، وإيمانهم راسخ بإسلامهم وعروبتهم، واحترامهم كبير لمكانتهم، وتقديرهم عظيم لدورهم.