قيل قديما ان الكويتيين يتوحدون عند الشدائد وان الخلافات مهما كان حجمها وشكلها تتضاءل وتنصهر عندما يقترب الخطر من وطن النهار، هنا يصبح «عيال أم الثلاثة أسوار» صوتاً واحداً يجمعهم الوطن الكبير ويوحدهم الحب الجارف لبلد فتح دوما ذراعيه لاحتضان أبنائه.
ومن قلب الألم يولد الأمل»... هذه الحكمة تنطبق على ما تشهده الكويت حالياً من أبنائها وبناتها المتطوعين والمتطوعات الذين يضربون أروع الأمثلة في حب الوطن، في ظل أزمة فيروس «كورونا»، التي ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة، هؤلاء الشباب الواعون رفعوا راية التفاني والتضحية وتفضيل المصلحة العامة على الشخصية، بل على صحتهم أيضاً، غير عابئين أو خائفين من الاصابة بالفيروس المستجد، في ظل تعاملهم المباشر ومخالطتهم آلاف المواطنين والمقيمين يومياً في أماكن التطوع العاملين فيها من جمعيات تعاونية ومحاجر صحية، إضافة إلى المخابز الآلية ونقاط بيع المواد والسلع التموينية، والعديد من الأماكن الأخرى، إلى جانب مشاركتهم في تنظيف وتعقيم بعض المناطق، حتى أصبحوا، عن جدارة وأحقية، «وجه الكويت المشرق» الذي يمنح الأمل في استمرار الحياة وانقضاء الأزمة ورفع الغمة قريباً، بإذن الله.
وتيرة متسارعة، حزامها الحس الوطني، ومحرضها الفزعة إلى الكويت، هبّ أهل الديرة شيبا وشبانا رجالا ونساء، مرتدين ثوب الوطن ولابسين «بلسوت» التطوع، عازمين على هزيمة فيروس كورونا، وتجاوز أزمته.
وَثب كل كويتي في إطار ما يكتنز من خبرة وموهبة، هذا يتطوع في القطاع الصحي، وذاك يلتحق بالخدمات التشغيلية، وهؤلاء ينظمون الطوابير أينما كانت، في المخابز، في المتاجر، في الجمعيات التعاونية، في محطات الوقود، لم يتركوا شبرا في الكويت إلا وكان لهم فيه قدم.
إن العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء وتنمية المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع، وهو ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الأزل، ولها دورها الهام في عملية التغيير الاجتماعي، والعمل التطوعي لابد له من مقومات وأسباب تأخذ به نحو النجاح، ولذلك من الأهمية بمكان معرفة أسباب النجاح ليتم الحرص عليها وتفعيلها وتثبيتها، وفي المقابل معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الفشل والإخفاق ليتم البعد عنها وعلاجها في حال الوقوع فيها أو في بعضها.
تنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه وتزامناً مع انطلاق حملة «فزعة الكويت» لمواجهة فيروس كوفيد - 19 حرصت مبرة ابراهيم طاهر البغلي للابن البار على تفعيل الدور المجتمعي والإنساني للتخفيف من تداعيات الأزمة ورفع الأعباء عن كاهل المقيمين على هذه الأرض لاسيما بعد توقف أعمال الكثير منهم في هذه المرحلة الاستثنائية التي يشهدها العالم والكويت وبات اغلبهم بحاجة الى توفير متطلبات الحياة المعيشية الضرورية.
وان المكانة المتميزة التي احتلتها الكويت في مجالات العمل التطوعي المختلفة جاءت نظير دعمها للعديد من دول العالم على المستوى المحلي والإقليمي والدولي والتي نالت الاستحسان والإشادة من جميع دول العالم.
واعتبر البغلي أن المبادرات الايجابية التي يقوم بها فريق العمل التطوعي وجمعيات النفع العام تعتبر من المقومات الرئيسة للنظام التطوعي بالكويت في التعاون بالعمل على تحقيق الاهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة ذات الصلة بالتطوع.
ويسرني بأن أتوجه بالشكر لكل من أسهم في انجاح مبادرة مبرة ابراهيم طاهر البغلي للابن البار والشكر من الجمعيات التعاونية وعلى رأسهم اتحاد الجمعيات التعاونية والشكر موصول للفرق التطوعية للوقاية من فيروس «كورونا».