بدأت الكويت ككيان مستقل في عام 1716م عندما تولى الشيخ صباح الاول شؤون الحكم بعد اختيار اهل الكويت له كحاكم لهم ومع مرور الزمن والصراعات العالمية بمنطقة الخليج، ويعد الشيخ مبارك الصباح رحمه الله الذي امتد حكمة (1896 - 1915) المؤسس الحقيقي والفعلي للدولة وقد نص الدستور الكويتي في مادته الرابعة على أن جميع حكام الكويت من بعده هم من ذريته بأبنائه وأبناء أبنائه، وكان الكويتيون طوال حياتهم يعيشون على وضع الحاكم هو المحكوم وكلهم ينتمون لهذه الارض التي جمعتهم للعيش الحلال وكسب الرزق من بحرها، وبمرور الزمن عانت الكويت العديد من المحن والحروب والامراض، ومن هذه الحروب (الرقة 1783م - هدية 1910م - الجهراء 1920م - الغزو العراقي وتحرير الكويت 1990 - 1991م ) ومن الامراض والاوبئة والكوارث (الطاعون 1831م - الطبعة 1871م - الهدامة الاولى 1872م - الرحمة (وباء الانفلونزا) 1919م - الجدري 1931م - الهدامة الثانية 1934). ومن خلال هذا الاستعراض لكل الشدائد المختلفة التي حلت بالكويت واهلها كنا نجد أن هذه المصائب كان تخرج منها الكويت وأهلها بشكل أقوى ككيان واهل لهذه الارض وسر هذا الوطن هو التفاف أهله حول قيادتهم من أجل العبور بوطنهم لبر السلام والأمان، وكان الكويتيون بذلك الزمان كذلك كلهم واحد والكل يد واحدة واللي عندي الواحد منهم فهو للكل واللقمة تنقسم لأكثر من فم، وهنا ما اشبه اليوم بالأمس حيث يظل الكويتي هو الكويتي مهما اختلف الزمن وتطور الانسان ومثل ما كان اجدادنا واباؤنا حماة لهذا الوطن نحن اليوم نحمي الوطن لكونه مستقبل ابنائنا.
ولأن كويتيي اليوم هم أحفاد وأبناء من ركب البحر وصارع الصحراء واقول لأبناء الكويت الذين تركوا كل ترف الحياة ورفاهية هذا الزمن وانصهروا مع بعضهم البعض من أجل حماية الكويت من فيروس كورونا المستجد هذا الوباء الذي اصاب العالم كله بالشلل ووقف الحال ولان الكويتي «غير» رفض أن يكون صيدا سهلا لها الفيروس فكان الصف الأول كويتيا خالصا مع الشرفاء من المقيمين ومن خلفهم صفوف أخرى من اهل الكويت مساندين لهم حتى تعبر سفينة الكويت بسلام اخطار هذا الفيروس اللعين الذي فتك في أنحاء المعمورة كافة. وهنا اقول للقلة القليلة التي كانت تقلل وتبخس حق هذا الكويتي بانه مترف وغير منتج وبليد لا يحب العمل ولا يفكر بالانتاج جاءكم الرد وسود الله وجوهكم حيث وقف التاجر والطبيب والممرض والعسكري بقطاعاتهم المختلفة والموظف المدني والعامل بالقطاع العام والخاص شيبا وشبابا ذكورا واناثا متجاهلين الدين والمذهب والعرق وامتزجوا كلهم في الكويت وباتوا كلهم كلمة بفم الكويت واعلنوا محاربة الفيروس بقيادة سيدي حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه، كونه هو القائد وشعبه جنوده وقالوا لسموه سمعا وطاعة يا اميرنا وحنا اهل الكويت اهل الشدايد والصعاب «ومال الصلايب إلا اهلها»، والشباب الكويتي اليوم كان رده كبيرا وبليغا على تلك القلة التي ترى في نفسها فوق الجميع وانهم غير يقية الكويتيين فكان الرد أنتم من لم يعرف الكويتي حقا ولم تعلموا ان الكويت لها اهل لن يتركوها مثل غيرهم الذين يقفزون من السفينة ان بدأت بالغرق فبانت صورة الشباب الكويتي واختفت أصواتكم وبرزت أفعال أهل الكويت وقالوا للعالم كله «هذا أهو الكويتي».
واليوم ونحن نعيش اياماً صعبة وأيام حظر تجوال جزئي نجد ابناءنا يحملون الامانة من منتسبي السلك العسكري والجهاز الطبي والمتطوعين من اجل الكويت واهلها ومن هذا المقال أرفع العقال لهم واردد معهم واقول «هذا أهو الكويتي» الذي يظهر معدنه الذهب في الصعاب ولذا ادعو ربي سبحانه ان يحفظ الكويت ويحفظ اهلها ويحرس عسكرها وكل العاملين بالجهاز الطبي ويحمي شبابها المتطوع لأن الكويت تبيهم كلهم. والحين ما بقى سوى الدعاء لله سبحانه وتعالى ان يحمي الكويت وأميرها وشعبها من كل سوء وضرر ويا زين اهل الكويت وهم يقولون «هذا أهو الكويتي»، ولا يصح إلا الصحيح.
***
? مواطن خبل يسأل: هل تعلم أصحاب القرار بالديرة شيء من أزمة فيروس كورونا المستجد؟ الجواب تعلموا بس «ما ينفع القيس بعد الغرق» والخير بالجاي وأنت أترك الخبال واعقل يا مواطن.