حلَّت بنا الكورونا فأُغلقت ديوانيات الكويت التي لم تغلق من قبل لأي سبب من الأسباب، وضمن هذه الديوانيات توقفت ديوانية الثلاثاء عن استقبال روادها. وحزنت لذلك فقالت لهم هذه الأبيات:
أين غبتم أيها الأحباب عني؟
هل رأيتم موضعا أفضلَ مني
أين أنتم؟ منذ شهر لم أصادف
زائراً يُسعدني فازداد حُزْني
كم تمنيت مع الليل لقاءً
وَتَرقَّبْتَ ولكنْ خابَ ظنيِّ
في الثلاثاء وما أجملها
ليلةً تحلو وللأفراح تُدني
يَلْتقي فيَّ الأحبَّاء فما
وجدوا غيري للأحباب يُغني
جلسوا كلٌّ له مَقْعَدُهُ
وَتَبَدَّى جَمْعُهُمْ في كل رُكنِ
والأحاديث توالت ولها
صفة الأنس وعنوان التمني
رددوها ذكرياتٍ عبرت
تسعد الروح وتجلو كل حزنِ
ويعيد البعض ما مر به
من أحاديث أتت من كل فنِّ
وقصيدٍ جاءنا من شاعر
فَطِنٍ يُدرك ما الأشعار تَعني
وله في الشعر أحلى نغمٍ
يتغنى فيه ما أحلى التَّغني
بلبلٌ غَنَّى وغَنَّى معه
طائرٌ حط على مُوْرِقٍ غَصْنِ
فقضينا زمنا عشنا به
في سلام وعلى حالة أمنِ
لم نكن نعرف أسباب الأسى
لا، ولا نعرف ما للبال يُضني
يا ليالينا اللواتي لم نكن
نعرف الهم بها طَرْفَةَ جفنِ
يوم كان الدهر دهراً مُسعداً
يترآى وجهُهُ حسنا بحسنِ
كلنا ندعو، إذا مر بنا
كل فرد قال بالله أَجِبْني
فرقت ما بيننا داهية
وكذا الدَّاءُ على الآلافِ يَخني
قد جنى الدهر علينا فجأة
بالذي أحدثه والدهر يَجْني
و«الكورونا» هدمت في فعلها
ما رأينا الناسَ كُلَّ الناس تبني
علة لم نرها فيما مضى
فتكت ما خطرت يوما بذهنِ
منعت عنا التلاقي بيننا
وأحالتنا على خطة غَبنِ
طافت الأرض وآذت أهلها
ثم قالت يا طبيب الناس دَعْني
ما شفائي منك في جَسِّ يَدٍ
أو دواء استقي منك بظَنِّ
إنني داء شديدٌ وطؤُهُ
لا أبالي أن يقول المرء دعني
ليس يغني فيه إلا خالقٌ
ذو جلال وله ندعو ونُثني
نَجِّنَا يا رب من جائحة
قد تمادت بين إيذاء وطَعْنِ
***
يا رفاقي قد صبرنا للأذَى
وتحمَّلناهُ فَالصَّابرُ يَجني
كتب الله علينا ما قَضَى
وسَيُقْصِيه وذا مِنْهٌ بِإِذنِ
قال رَبُّ الكونِ فيما جاءنا
أَنا أُعطي الخير يا عبدي فَسَلْنِي
وغدا يأتي الذي قدَّره
خالقُ الدنيا وراعي كُلَّ شَأْنِ
وستلقون مكانا ضَمَّكُمْ
قبل هذا اليوم في ساعةِ يُمْنِ