شهد تاريخ الرياضة المصرية وخاصة كرة القدم، العديد من تجارب الاحتراف بالخارج، التي حقق بعضها نجاحا كبيرا، فيما فشلت الكثير منها.
وخلال تلك التجارب، حدثت الكثير من المواقف التي لا تنسى للاعبين والمدربين المصريين بالخارج، ستظل خالدة في أذهانهم، ولم لا وقد غيرت بعضها مسار حياتهم.
وتقدم «النهار» خلال حلقات منفصلة أبرز تلك القصص التي لا تنسى للمحترفين المصريين بالخارج. والبداية اليوم مع النجم السابق عبد الستار صبري، وقصته مع المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو، المدير الفني الحالي لروما الإيطالي، بجانب موقفيه مع الحارس الشهير بيتر شمايكل، والأسطورة كريستيانو رونالدو.
وعبد الستار صبري، هو نجم مصري ولد في 19 يونيو عام 1974 بمحافظة القاهرة، وبدأ مشواره مع الساحرة المستديرة من مركز شباب الجزيرة ثم انتقل بعدها إلى المقاولون العرب.
وكانت بداية شهرته في الألعاب الأفريقية عام 1995 حيث ساهم في فوز المنتخب المصري بالميدالية الذهبية، كما قاد صبري ناديه المقاولون العرب لإحراز لقب بطولة كأس مصر في عام 1995 ليتأهل للمشاركة في بطولة أبطال الكؤوس الأفريقية في عام 1996، وهي البطولة التي أحرز الفريق لقبها بعد غياب طال عن ذئاب الجبل منذ عام 1983.وبات عبد الستار نجما كبيرا في الكرة المصرية بعدما ساهم بقوة في فوز المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية عام 1998ببوركينا فاسو تحت القيادة الفنية للجنرال الراحل محمود الجوهري.
وكان صبري نجما يشار له وسط جيل ضم لاعبين كبارا على رأسهم حسام حسن وحازم إمام وأحمد حسن وهاني رمزي ونادر السيد وآخرين.
وانتقل بعدها إلى رحلة الاحتراف في أوروبا بنادي تيرول النمساوي قبل أن ينتقل إلى آراو السويسري في رحلة سريعة لإنقاذ النادي العريق من الهبوط فنجح بالمشاركة في 7 مباريات وتسجيل هدفين أيضًا، وهناك شاهده المدرب الهولندي الشهير آري هان الذي قرر ضمه لصفوف باوك اليوناني.
ومنذ اليوم الأول مع باوك أصبح معشوق الجماهير ونجمها الأول وكان تألقه في مواجهة بنفيكا البرتغالي في كأس الاتحاد الأوروبي عام 1999 نقطة تحول جديدة في مسيرته. وسجل عبد الستار هدفا لفت به أنظار المدرب الألماني المخضرم يوب هاينكس وطلب ضمه لبنفيكا.
وفي البرتغال أصبح عبد الستار صبري نجم الشباك الأول وتصدرت صورته أغلفة الصحف والمجلات المتخصصة.ولعبد الستار قصتين مثيرتين في التاريخ لا ينساهما الأولى كانت مع الحارس الدنماركي الشهر بيتر شمايكل الذي كان يلعب في سبورتنغ لشبونة البرتغالي فيما كان اللاعب المصري هو نجم بنفيكا.
وقبل مباراة القمة بين الفريقين تحدى شمايكل اللاعب المصري ووعده بمنحه قفازيه حال تسجيل هدف في مرماه، وخلال المباراة تألق عبد الستار ونجح في التسجيل ليفوز بالتحدي ويحصل على القفاز الخاص به.
وقال عبد الستار صبري خلال لقاء تلفزيوني أخيرا إن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم مان يونايتد الحالي كان يعتبره مثله الأعلى عندما كان يلعب في صفوف نادي سبورتنغ لشبونة البرتغالي.
وتابع «رونالدو جاء لي بعد مباراة بنفيكا أمام سبورتنغ في دربي لشبونة، حيث كان متواجدا على مقاعد البدلاء، وحصل على قميصي وتحدث معي، وفوجئت بعدها بظهوره في وسائل الإعلام، يقول إن مثله الأعلى هو صبري».
أما الحكاية الكبرى والتي وصلت إلى وسائل الإعلام، فقد كانت بين عبد الستار والمخضرم جوزيه مورينيو، الذي تولى تدريب بنفيكا خلفا لهاينكس.
أزمة عبد الستار مع مورينيو جاءت بسبب رغبة الفرعون المصري في اللعب بشكل حر خلف المهاجمين، وهو ما لا يتماشى مع أفكار مورينيو.
وكان مورينيو يطالب عبد الستار باللعب والالتزام بمركز الجناح، وعدم الدخول إلى خلف رأس الحربة وصناعة اللعب، وهو ما كان يغضب اللاعب المصري كثيرا.
وفي المران أصر مورينيو على تواجد عبد الستار في الجناح محذرا إياه من الدخول إلى قلب الملعب، لكن صبري غضب من ذلك فقرر تجاهل المدرب، وقام بالدخول إلى وسط الملعب وصنع هدفا، وسط تفاعل الجماهير مع المراوغات التي قام بها.
وهنا استشاط مورينيو غضبا، وألقى بالأوراق التي في يده على الأرض وعنف عبد الستار، الذي غادر الملعب غاضبا، ورمى زجاجة مياه باتجاه جوزيه لكنها لم تصبه ، واصطدمت في أحد مساعديه.
وقال عبد الستار «بعد خروجي من الملعب ذهبت لرئيس النادي، وطلبت منه الرحيل، وأكدت له أن مورينيو عنصري، وكانت تلك الكلمة سببا في أزمة هناك».
وتابع «البرتغال بها أعداد كبيرة من الأفارقة، والصحافة نقلت عني هذا الاتهام، وعلى الفور تم تحطيم سيارة مورينيو، ما أجبر المدرب وقتها على التراجع واحتضنني أمام الجماهير والإعلام للتأكيد على أن ما حدث سوء تفاهم فقط».
وواصل «تحدث معي مورينيو عن أنني سأتبادل الدخول إلى وسط الملعب مع زميل لي مع التزامي في البداية بالجناح، وكنا نواجه فريق بوافيستا».
وتابع «دخل مرمانا هدفا في الدقائق الأولى، وكان مورينيو بجواري على الخط، وطلبت منه كثيرا الدخول للوسط، إلا أنه كان يطالبني بالهدوء حتى انتهى الشوط الأول بخسارتنا بهدف نظيف».
وأكمل «بين الشوطين فوجئت بموقف مورينيو، فقد هاجمني بشدة وقال إنني لست موجودا في الملعب، وهو ما أغضبني كثيرا فخلعت قميص الفريق، ورميته، وهممت بمغادرة غرفة الملابس وعدم إكمال المباراة لكن اللاعبين منعوني».
وأردف «في الشوط الثاني ومع تأخرنا بهدف، تجاهلت المدرب واستلمت كرة وانطلقت بها من العمق في اتجاه المرمى ومررت لزميل لي أمام الشباك وسجلنا هدف التعادل وسط تفاعل كبير من الجماهير».
وواصل «المفاجأة كانت بعدها بقليل باستبدالي رغم تألقي وصناعة الهدف، وهو ما أغضبني بشدة، وخرجت من الملعب وقررت وقتها إما أنا وإما هو في الفريق، وقد أبلغت الإدارة وقتها بذلك، وبعد مشاكل كثيرة بيننا انتهت الأزمة برحيل مورينيو».
وبعدها تعرض عبد الستار صبري للإصابة، وقرر الفرعون المصري الانتقال إلى صفوف ماريتيمو البرتغالي على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد فقط، ثم موسم آخر مع فريق إستريلا دا أمادورا.
وبموسم 2004-2005 قرر عبد الستار صبري العودة إلى الدوري المصري من جديد عبر بوابة نادي إنبي، وبعدها تلقى عرضا من النادي الأهلي، لكن ظروف التجنيد جعلته ينضم لطلائع الجيش والذي أنهى حياته الكروية داخل جدرانه.